يُعتبر هنري فورد مثالاً يحتذى به في النجاح والتفوق، فقد واجه العديد من الصعوبات حتى وصل لهدفه، وكان له الفضل في انشاء أول مصنع لإنتاج السيارات و إنتشارها في جميع أنحاء العالم، كما أنه أتاح الفرصة للرجل العادي بإستخدام السيارة والإستفادة منها بدلاً من كونها وسيلة ترفيهية للشخص الغني فقط ولم يكن فورد شغوفاً بحياة المزراعة وكان يحب كل ما يتعلق بأمور الميكانيكا،ولذلك عندما وصل إلى سن 16 عام سافر إلى مدينة ديترويت و عمل فترة كمتدرب ميكانيكي، مما أكسبه خبرة كبيرة جعلته بعد ذلك يلتحق بشركة “ويستينغهاوس إينجينز” في مدينته والتي لم يدم بها طويلاً بسبب زواجه وفي عام 1891 عمل هنري كمهندس في شركة “إيديسون” للكهرباء وتطور ليصبح رئيس المهندسين بالشركة، وشغفه بالمحركات جعله يتعلم طريقة صنعها شيئاً فشيئاً وفي عام 1896 قام هنري بالتعاون مع الميكانيكي “جيم بيشوب” بتصنيع اولى اختراعاته الذي أطلق عليه اسم “الدورة الرباعية” وهو عبارة عن أول عربة تسير بإستخدام الوقود ثم قام ببيعها بمبلغ 200 دولار لكي يتمكن من صناعة واحدة أفضل بعد أن وصل إلى شركة “أيديسون” للكهرباء خبر اختراع هنري لهذه السيارة، قاموا بترقيته إلى مدير عام للشركة ولكن اشترطوا عليه في المقابل أن يترك أي عمل مقابل،وبالرغم من أن ترقيته أدت لزيادة راتبه و كان ذلك مناسباً لعائلته إلا أنه ظل يفكر في طريقة لكي يعود للعمل بأختراعه، وبالفعل حدث ذلك عندما وجد تاجر الخشب “ويليام مور” قد أسس شركة “ديترويت” للسيارات ودعاه للعمل معه، فلم يتردد وترك عمله و تعيّن كبير المهندسين في الشركة الجديدة. و بالرغم من شخصية هنري العبقرية إلا أنه كان لا يدرك شيئاً في أمور الحسابات والأرقام ولا يقدّر حجم المصاريف في الحياة العملية، كما أنه يكره العمل مع الآخرين، وبدأ جميع من ساندوه في الغضب من تصرفاته، حيث أن الشركة لم تحقق نجاحاً كما أنه لم يتم تصنيع عدد كافي من السيارات، وفي النهاية تم تصفية الشركة و إقالة هنري. قد عاش فورد فترة من الإحباط حتى أقنع بعض ممولين الشركة القديمة بتأسيس شركة لتصميم سيارات السباق، و حققت الشركة نجاحاً مقبولاً دام 16 شهراً إلا أنه لم يستمر طويلاً بسبب اختلاف هنري مع شركاؤه، وأصبح الناس يتجنبوا العمل معه وذلك لأنهم وجدوا فيه شخص صعب التعامل
ندما وصل هنري إلى سن 40 عاماً، جاءت بباله فكرة عمل صالات عرض للسيارات ليجرب الناس بها سياراتهم، ليس هذا فقط بل أيضاً كان يطمح لجعل السيارات وسيلة يستفيد جميع الناس من كل الطبقات، فلا تكون حكراً على طبقة الأغنياء فقط، وفي ذلك الوقت تلقّى فورد الدعم من “الكسندر مالكولمسون” والذي عُرف في ذلك الوقت بتجارته في الفحم، وفي عام 1906 نجح هنری في تأسيس “شركة فورد لصناعة السيارات” وأصبح رئيساً لها.
حققت الشركة نجاحاً كبيرا وتطورت يوماً عن يوم، وبعد أن وصلت إلى مرحلة عظيمة من التقدم عاد هنري يفكر في رغبته بأن يقوم بتصنيع سيارات تكون متاحة لجميع طبقات الناس، وبالفعل لم ينتظر طويلاً وقام بنشر إعلان في صحف ديترويت عام 1905 قائلاً أنه يمكنه تصنيع 10000 سيارة و سيبيع الواحدة منها بسعر 400 دولار فقط، وأحدث هذا الأمر ضجة كبيرة وفي نفس الوقت أثار غضب شركاؤه، فأضطر لشراء 85% من الأسهم حتى ينفصلوا عنه. وقد أصبحت شركة فورد من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتقوم بتصنيع العديد من موديلات السيارات منها “جاغوار”، “لاند روفر”، “أوستين مارتين”، “لينكولن” وغيرها.
شهر أقوال هنري فورد :
– معظم الناس يضيعون وقت كبير وطاقة عالية في الدوران حول المشاكل بدلاً من محاولة حلها. المشاكل هي تحدي لقدراتك, فالمشكلة تظل مشكلة حتى تحل, والحل هو الجائزة للشخص الذي ساهم في حلها. بدلاً من تجنب المشاكل, يجب علينا أن نواجهها ونرحب بها ومن خلال التفكير الصحيح نجعلها تعود علينا بالنفع والمكسب.
-ليس ثمة من شيء صعب لو قمت بتقسيم مهمتك إلى وظائف صغيرة
– لو كان المال هو أملك الوحيد في تحقيق الاستقلال فإنك لن تحصل عليه. إذ أن الآمان الحقيقي الذي يمكن للإنسان أن يحصل عليه في هذا العالم هو خزين المعرفة والخبرة والقدرة.